"أكسيوس": ارتفاع نسب الجوع بالولايات المتحدة وسط تراجع برامج الدعم
"أكسيوس": ارتفاع نسب الجوع بالولايات المتحدة وسط تراجع برامج الدعم
أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي، استنادًا إلى بيانات صادرة عن شركة الأبحاث "مورنينغ كونسالت"، بأن عددًا متزايدًا من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من نقص حاد في الغذاء، في ظاهرة آخذة بالتصاعد منذ عام 2021.
وكشف التقرير الصادر، اليوم الاثنين، أن نحو 15.6% من البالغين الأميركيين واجهوا في مايو الماضي صعوبات في الحصول على الغذاء الكافي، وهو ما يقارب ضعف النسبة المسجلة قبل ثلاث سنوات فقط.
وأوضحت البيانات أن هذه النسبة تُعد مؤشرًا خطيرًا على تنامي انعدام الأمن الغذائي في واحدة من أكبر اقتصادات العالم، مشيرة إلى أن ملايين الأميركيين يجدون أنفسهم عاجزين عن تأمين حاجياتهم الأساسية من الطعام، في وقت يفترض فيه أن تكون برامج الحماية الاجتماعية أكثر فعالية في مثل هذه الظروف.
أزمة تفاقمت بعد تقليص الإعانات
ربط التقرير هذا التدهور بالتخفيضات المتتالية التي طالت برامج الدعم الاجتماعي، وعلى رأسها برنامج "SNAP" (برنامج المساعدة الغذائية التكميلية)، الذي يُعد إحدى أبرز أدوات الدعم الغذائي لذوي الدخل المنخفض في الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى إلغاء أو تقليص المزايا الضريبية الموجهة للأسر التي لديها أطفال، وهي المزايا التي لعبت دورًا جوهريًا في خفض معدلات الفقر خلال جائحة كورونا، وساعدت العائلات على تأمين مستلزماتها الغذائية.
وبيّن الموقع أن هذه الإجراءات أدت إلى اختناق مالي لدى ملايين العائلات، دفعتها إلى الاعتماد المتزايد على بنوك الطعام الخيرية، التي شهدت هي الأخرى ارتفاعًا حادًا في الطلب، حيث زاد الضغط عليها بنسبة تفوق 100% في بعض المناطق خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
خطر مضاعف في المستقبل
نوّه التقرير إلى أن الوضع قد يزداد سوءًا خلال السنوات المقبلة، في ظل توجهات الكونغرس نحو مزيد من التخفيضات في برامج الإعانات الاجتماعية والغذائية، وهو ما يُنذر بتفاقم الجوع وسط الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع الأميركي، لا سيما من العاطلين عن العمل وكبار السن والعائلات التي تعيل أطفالًا.
خلال جائحة "كوفيد-19"، أطلقت الحكومة الأميركية مجموعة من البرامج الاستثنائية لمساعدة السكان في تجاوز الأزمات الاقتصادية، وشملت زيادات في دعم الغذاء، وتقديم شيكات مباشرة للأسر، إلى جانب توسيع برامج البطالة.
وأسهمت هذه الإجراءات في خفض معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي بشكل ملحوظ في تلك الفترة. غير أن التراجع الحاد في هذه البرامج مع نهاية الجائحة ترك أثرًا عكسيًا، ظهر جليًا في ارتفاع نسب الجوع مجددًا.
ويحذر خبراء اقتصاديون ومؤسسات حقوقية من خطورة استمرار هذا التوجه، مطالبين بتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية وإعادة النظر في السياسات الاقتصادية التي تؤثر مباشرة على قدرة المواطنين على تأمين الغذاء، وهو أحد أهم مقومات الكرامة الإنسانية.